نها :
1- عن أبي هريرة t ،قال : قال أبوجهل: هل يُعَفِّر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل:نعم ، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب ، فأتى رسول الله r وهو يصلي ليطأ على رقبته ، قال: ورجع ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله r : [لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ].
quote=mema]الأسلوب الاول: محاولة منع عمه أبي طالب من نصرته .
وذلك حتى يكفُّه عن الدعوة ، أو يجرده من جواره- أي حمايته- ، فقد ذهبت مجموعة من أشرافهم إلى عمه أبي طالب ، وقالوا له: إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فقال لهم أبوطالب قولاً رفيقاً، وردهم رداًّ جميلاً، فانصرفوا عنه.
الأسلوب الثاني: التهديد بمقاتلة الرسول وعمه أبي طالب.
مضى رسول الله يظهر دين الله ، ويدعو إليه، فغضبت منه قريش ، وحـض بعضهم بعضاً ، ومشوا إلى عمه مرة أخرى، فقالوا له: يا أباطالب، إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وأقسموا بأنهم لن يصبروا على أفعاله حتى يكفه عنهم أو ينازلوه وإياه في ذلك ، حتى يهلك أحـد الفريقين ، عند هذا عظُم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ، ولم ترض نفسه بتسليم رسول الله r لطالبيه ولا خذلانه ، ولذا أبلغ الرسول بالذي قالـوه ، وطلب منه أن لا يحمله مـن الأمر مالا يطيق ، وبعد أن ظن الرسول أن عمه قد ضعف عن نصرته قال له: [ياعم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ماتركته ] ثم بكى رسول الله r وقام من عند عمه فلما ولى ناداه عمه فقال : ' أقبل يا ابن أخي ' فلما أقبل قال له : اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لاأسلمك لشيء أبداً، وظل أبو طالب طوال حياته ينهى الناس عن إيذاء الرسول ، ويحميه ويمتنع عن الدخول في الإسلام.
الأسلوب الثالث: الاتهامات الباطلة لصد الناس عنه.
حيت اتهموا رسول الله r باتهامات باطلة منها :
1-الجنون : وفي ذلك نزل قوله تعالى : ] وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ[6][ سورة الحجر .
2-السحر : قال الله تعالى ] وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ[4][ سورة ص . وقد تحير الوليد بن المغيرة فيما يصف به القرآن ، فعندما أوشك دخول موسم الحج جمع فريقه من عتاة المجرمين فقال لهم : ' يامعشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم ، وإن وفود العرب ستقدم عليكم ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فاجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولاتختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ' ، واتفقوا على أن يصفوه بالسحر لأنه يفرق بين الأقارب ، ولكن شاء الله أن تصدر العرب من مكة على أمر رسول الله r فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .
3-الكذب : قال الله تعالى : ] وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ[4][ سورة ص .
4-الإتيان بالأساطير : قال الله تعالى : ] وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[5] [ سورة الفرقان .
5-قالوا إن القرآن ليس من عند الله ، وإنما هو من عند البشر : قال الله تعالى : ] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ[103] [ سورة النحل .
6- اتهموا المؤمنين بالضلالة : قال الله تعالى : ] وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ[32] [ سورة المطففين .
الأسلوب الرابع: السخرية والاستهزاء والضحك والغمز واللمز والتعالي على المؤمنين.
قالت امرأة مشركة للرسول r ساخرة مستهزئة: 'إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً ' ؛ فأنزل الله تعالى: ] وَالضُّحَى[1]وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى[2]مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى[3] [ سورة الضحى .
الأسلوب الخامس: التشويش .
كان المشركون يتواصون بينهم بافتعال ضجة عالية وصياح منكر عندما يقرأ r القرآن ؛ حتى لا يُسمع فيفهم فيترك أثراً في عقل نقي وقلب طيب حسب زعمهم ، وفي ذلك قال المولى تبارك وتعالى :] وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ[26] [ سورة فصلت .
الأسلوب السادس: طلبهم أن تكون للرسول r معجزات أو مزايا ليست عند البشر العاديين .
ومن ذلك قولهم ] وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا[90]أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا[91]أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا[92]أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ .....[93] [ سورة الإسراء ، ولذا قال لهم الرسول r كما جاء في الآية نفسها ] قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا[93] [.
الأسلوب السابع: المساومات .
ومن ذلك قولهم : أعبد آلهتنا يوماً ونعبد إلهك يوماً، فأنزل الله تعالى سورة الكافرون.
الأسلوب الثامن: سب القرآن ومنزله ومن جاء به.
كان رسول الله r مختف بمكة، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه محمد r : ] وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ [ أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن، ] وَلَا تُخَافِتْ بِهَا [ عن أصحابك فلا تسمعهم ، ]وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا[110] [ سورة الإسراء .
الأسلوب التاسع: الاتصال باليهود للإتيان منهم بأسئلة تعجيزية للرسول .
أوفدت قريش نفراً منهم إلى المدينة، وعلى رأسهم: النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ليأتوا من اليهود بأسئلة تعجيزية ، فيطرحونها على الرسول r ، فقالت لهم يهود: سلوه عن أهل الكهف وعن ذي القرنين والروح ، ولكن الله أبطل كيدهم عندما أنزل الله قرآناً في شأن الإجابة عن أسئلتهم.
الأسلوب العاشر: الترغيب .
أرادت قريش أن تجرب أسلوب الترغيب، فأرسلت عتبة بن ربيعة، فقال للرسول r : 'يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب ، وقد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم، فاسمع مني ، أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها: إن كنت إنما تريد بهذا الأمـر مالاً جمعنا لك من أموالنا ؛ حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد شـرفاً سودناك علينا فلا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ' ، فلما فرغ من قوله تلا رسول r صدر سورة 'فصلت ' إلى قوله تعالى ] فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ[13] [ ، وعندها وضـع عتبة يده على جنبه ، وقام كأن الصواعق ستلاحقه، وعاد إلى قريش مخبراً إياهم بأن ما سمع ليس بشعر ولا سحر ولا كهانة ، وقال : والله إن لِقَوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى عليه، وإنه ليحْطِم ما تحته ، واقترح على قريش أن تدع محمداً وشأنه .
الأسلوب الحادي عشر: الترهيب .
كان أبو جهل إذا سمع عن رجل قد أسلم وله شرف ومنعة قال له : لنسفهن حلمك ، ولنضعفن رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجراً قال له: لنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به .
الأسلوب الثاني عشر: الاعتداء الجسدي .
لم تثمر كل الأساليب السابقة في صد الرسول r وأصحابه عن دينهـم ، فلجأت قريش إلى أسـلوب الاعتداء الجسدي والتصفية الجسدية وخاصة بعدما أصبح رسـول الله r يظهر شعائر دينه مثل الصلاة عند الكعبة، وقد حصلت من ذلك صور عديدة م
2- عن أنس، قال : لقد ضربوا رسول ا[/quote]